@ 274 @ ودخل الشام ثم رجع إلى القاهرة وحج ثانيا سنة ثمان عشرة ورجع فجالسني في إملاء شرح البخاري وبحث في مواضع لطيفة ثم أراد السفر إلى الشام فعرضت عليه شيئا من الزوادة فامتنع تعففا ، وبلغني سلامه وهو بدمشق ثم دخل حلب وكان قدومه لها كما قرأته بخط الشيخ برهان الدين المحدث سنة عشرين وتوجه منها قاصدا حصن كيفا ثم رجع إلى حلب بعد أن دخل عنتاب فأقام بحلب أياما ثم نزح عنها وانقطع خبره انتهى . وكان آخر العهد به سنة إحدى وعشرين ولما سافر من مصر ترك عند الجلال البلقيني رزمه ورق بخطه فيها تعاليق وفوائد فاستمرت عندهم ، ووقفت على شيء منها ومن جملتها سؤال أورده على الشمس الهروي بيت المقدس فأجابه ) .
بجواب جازف فيه على عدته وأخذ الشيخ أبو الحسن يفنده وينبه على فساد مواضع فيه ، وذكر البرهان أيضا أنه أنشدهم لكل من شيخيه أبي الحسن علي بن الأزرق الغرناطي وأبي محمد عبد الله بن جزي وذكر أبياتا ولغيرهما قوله : % ( منغص العيش لا يأوي إلى دعة % من كان ذا بلد أو كان ذا ولد ) % % ( والساكن النفس من لم ترض همته % سكنى مكان ولم يركن إلى أحد ) % وهو في عقود المقريزي .
1046 . سوار بن سليمان بن ناصر الدين يك بن دلغادر التركماني ويسمى فيما قيل محمد ويقال له شاه سوار / نائب الابلستين ومرعش . خرج عن الطاعة ومشى على بعض البلاد الحلبية محتجا بأنه لآبائه وأجداده فقرر الظاهر خشقدم في سنة إحدى وسبعين عوضه أخاه شاه بضع على عادته قبل فاستعان في استرجاعها منه بتملك الروم ابن عثمان وخرج إليه نواب الشام وحلب وغيرهما فكسرهم بمباطنة نائب الشام بردبك البجمقدار معه ثم جهز له الأشرف قايتباي تجريدة هائلة فانكسرت وفني من الأمراء المصريين ونحوهم من لا يحصى كثرة سوى من أسر فأردفها بأخرى فخذلت أيضا ثم بثالثة كان باشها الدوادار الكبير يشبك من مهدي حسبما شرح ذلك كله في الحوادث فعلم حينئذ من نفسه العجز عن المقاومة مع ما دبره الباش من الاحتيال حتى نزل إليه بعد أن ظهر لصاحب الترجمة تخلف غير واحد من أعيان العسكر الأمن فلما نزل أكرمه الباش وكف الناس عنه لا سيما الغوغاء وشبههم واستصحبه معه إلى الديار المصرية ، فسر السلطان فمن دونه بإحضاره لكثرة ما تلف بسببه من العدد والعدد والأموال التي تفوق الوصف مع صغر سنه وكونه من جنس التركمان وقرب عهده برياسة وإمرة وبالغ في توبيخه عن مقالاته التي كانت تحكي