@ 5 @ $ ( حرف الهمزة والألف ) $ .
آدم الرومي الأنطالي الحنفي الأستاذ الشهير أحد خلفاء طريقة العارف بالله تعالى جلال الدين الرومي المعروف بمنلا خداوند كار وكان شيخ زاويتهم المعروفة بمدينة الغلطة وليها في سنة إحدى وأربعين وألف وكان له الحظوة التامة عند اركان دولة بني عثمان سلاطين زماننا نصرهم الله تعالى لا يزال مجلسه غاصاً بأعيانهم وهو من بيت كبير بأنطالية على وزن أنطاكية بلدة كبيرة بأراضي قرمان على ساحل البحر الرومي وطاؤها في نطق العوام تبدل ضاداً ويحذفون نونها فيقولون اضالية ولبيتهم فيها أملاك وتعلقات جمة وكان مائلاً إلى الترفة والاحتشام الزائد وكان إذا ركب مشى في ركابه ما يقارب المائة رجل من حفدته ومريديه وكان للناس عليه إقبال زائد ومع ذلك كان ملازماً على العبادة والوعظ وكان يحل المثنوي حلا جيداً وكان في أوائل أمره مفرط السخا لا تكاد عطيته تنقص عن مائة دينار وحكى بعض الأفاضل ممن يعرفه أنه كان في عهد السلطان مراد ظهر شخص يتقن ضرب الطنبور فشغف به السلطان وطلبه ليلة فوجد عند آدم هذا فأتوا به فقال له كم كانت جائزتك فقال ها هي بيدي وكانت مائة دينار وكان المشايخ الغلطة في ذلك العهد ميقات في داخل حرم السلطنة في كل شهر ليلة يقيمون فيها السماع بحضرة السلطان بأن ينقص معلومهم بمسمع من آدم وقال لجماعته قولوا له العطايا مهما كثرت لا تبلغ عطيته فكف عن ذلك العهد كفه عن الإفراط واقتصر على ما هو متعارف عند الدولة وسافر آخر أمره إلى القاهرة من طريق البحر بنية الحج في جمادى الآخرة سنة ثلاث وستين وألف فمرض بمصر