ومن عقلاء المجانين بالكوفة .
464 نمير المجنون .
العباس بن محمد بن عبدالرحمن الأشهلي قال حدثني أبي عن ابن نمير قال كان لي ابن أخت سمته أختي باسم أبي نمير وكان من نساك أهل الكوفة وقد سمع سماعا حسنا وكان حسن الطهور حسن الصلاة يراعى الشمس للزوال قال فعرض له فذهب عقله فكان لا يؤيه سقف بيت إذا كان بالنهار فهو بالجبانة وإذا كان بالليل ففي السطح قائما على رجليه في البرد والمطر والريح .
فنزل يوما مبكرا يريد المقابر فقلت يا نمير تنام قال لا قلت أي شيء العلة التي تمنعك من النوم قال هذا البلاء الذي تراه فقلت يا نمير أما تخاف الله عز وجل قال بلى وقال أليس يقال أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل قال قلت له أنت أعلم منى قال كلا ومضى .
قال وصعدت إليه ليلة باردة وهو قائم في السطح وأمه قائمة تبكى فقلت يا نمير بقى منك شيء لم تنكره قال نعم قلت ما هو قال حب الله عز وجل وحب رسوله صلى الله عليه وسلم .
قال وصعدت إليه ليلة في رمضان فقلت له يا نمير لم افطر قال ولم قلت أحب ان تراك أختي تأكل معي قال أفعل قال فاصعد إلينا طعام فجعل يأكل معي حتى فرغت وفرغ فلما أردت أن أقوم رحمته من أن يراني موليا وهو في الظلمة والريح فبكيت