.
572 عابد آخر .
قال إبراهيم بن عبد الله المديني قيل للحسن ههنا رجل لم نره قط جالسا إلى أحد إنما هو أبدا خلف سارية وحده فقال الحسن إذا رأيتموه فأخبروني به قال فمر به ذات يوم ومعهم الحسن فأشاروا له إليه فقالوا ذلك الرجل الذي أخبرناك فقال امضوا حتى آتيه فلما جاءه قال يا عبد الله أراك قد حببت إليك العزلة فما يمنعك من مخالطة الناس قال ما أشغلني عن الناس قال قيأتي هذا الرجل الذي يقال له الحسن فتجلس إليه قال ما أشغلني عن الحسن وعن الناس قال له الحسن فما الذي شغلك يرحمك الله عن الناس وعن الحسن قال إني أمسي وأصبح بين ذنب ونعمة فرأيت أن أشغل نفسي عن الناس بالاستغفار للذنب والشكر لله على النعمة فقال له الحسن أنت يا عبد الله أفقه عندي من الحسن الزم ما أنت عليه .
573 عابد آخر .
عطية بن سليمان قال صليت الجمعة ثم انصرفت فجلست الى يونس بن عبيد حتى صلينا العصر فقال هل لكم في جنازة فلان فمشينا الى ناحية بني سعد فصلينا على جنازة ثم قال هل لكم في فلان العابد نعوده فأتينا رجلا قد وقعت في فيه الخبيثة حتى أبدت عن أضراسه فكان إذا أراد أن يتكلم دعا بقعب من ماء وبقطنة فيبل لسانه حتى يبتل ثم يتكلم بكلمات يحسن فيهن .
فلما دخلنا عليه دعا بالقدح ليفعل ما كان يفعل فبينا هو يبل