.
قال أبو عبد الله و كتب إلي أحمد بن نصر أن كتب إلي بحال محمد ابن أسلم فإنه ركن من أركان الإسلام .
قال أبو عبد الله و قال لي محمد بن أسلم يا أبا عبد الله مالي و لهذا الخلق كنت في صلب أبي وحدي ثم صرت في بطن أمي وحدي ثم دخلت الدنيا وحدي ثم يقبض روحي وحدي ثم أدخل في قبري وحدي ثم يأتيني منكر و نكير فيسألاني وحدي فإن صرت إلى خير صرت وحدي ثم يوضع عملي و ذنوبي في الميزان وحدي و إن بعثت إلى الجنة بعثت وحدي و إن بعثت إلى النار بعثت وحدي فمالي وللناس ثم تفكر ساعة فوقعت عليه الرعدة حتى خشيت أن يسقط و صحبته نيفا و عشرين لم أره يصلي حيث أراه ركعتين من التطوع إلا يوم الجمعة و لا يسبح و لا يقرأ حيث أراه ولم يكن أحد أعلم بسره و علانيته مني .
وسمعته يحلف كذا كذا مرة لو قدرت أن أتطوع حيث لا يراني ملكاي لفعلت و لكني لا أستطيع ذلك خوفا من الرئاء .
وكان يدخل بيتا و يغلق بابه و يدخل معه كوزا من ماء فلم أدر ما يصنع حتى سمعت ابنا له صغيرا يحكي بكاءه فنهته أمه فقلت لها ما هذا البكاء فقالت إن أبا الحسن يدخل هذا البيت فيقرأ القرآن و يبكي فيسمعه الصبي فيحكيه .
وكان إذا أراد أن يخرج غسل وجهه واكتحل و لا يرى عليه أثر البكاء .
و كان يصل قوما و يعطيهم و يكسوهم فيبعث إليهم و يقول للرسول انظر أن لا يعلموا من بعثه إليهم و يأتيهم هو بالليل فيذهب به إليهم