حوارى قد ذهبت منه عضه فوضعه عند رأسى ورجع إلى موضعه فتطوق فيه فقمت فأكلت الرغيف فلما برد النهار خرجت فسرت فلقينى رفقه فقالوا من أين جئت قلت من هذا الشعب قالوا هل رأيت ما رأينا قلت و ما هو قالوا اعترض علينا في الرفقة ثعبان وقام على ذنبه و نفخ و كان معنا إنسان ظريف فيه أدب فقال أظن هذا جائعا فرمى إليه رغيفا حواري فأخذه الثعبان و مضى فقلت أنا أكلت الرغيف و مضيت و خليتهم .
انتهى ذكر أهل هراة $ ذكر المصطفين من أهل مرو $ .
695 عبد الله بن المبارك .
يكنى أبا عبد الرحمن كان أبوه تركيا عند رجل من التجار من بني حنظلة و كانت أمه تركية خوارزمية ولد سنة ثماني عشرة ومائة و قيل تسع عشرة .
الحسن قال كانت أم ابن المبارك تركية و كان الشبه لهم بينا فيه و كان ربما خلع قميصه فلا أرى على صدره و جسده كثير شعر و أخبرني غير واحد من أهله أنه ما دخل الحمام قط .
قال و كانت دار ابن المبارك بمرو كبيرة صحن الدار نحو خمسين ذراعا في خمسين ذراعا فكنت لا تحب أن ترى في داره صاحب علم أو صاحب عبادة أو رجلا له مروءة و قدر بمرو إلا رأيته في داره يجتمعون في كل يوم خلقا يتذاكرون حتى إذا خرج