ابن المبارك انضموا إليه فلما صار ابن المبارك بالكوفة نزل في دار صغيرة وكان يخرج الى الصلاة ثم يرجع إلى منزله لا يكاد يخرج منه ولا يأتيه كثير أحد فقلت له يا أبا عبد الرحمن ألا تستوحش ها هنا مع الذي كنت فيه بمرو فقال إنما فررت من مرو من الذي تراك تحبه وأحببت ما هاهنا للذي أراك تكرهه لي فكنت بمرو لا يكون أمر إلا أتوني فيه ولا مسألة إلا قالوا اسألوا ابن المبارك وأنا ها هنا في عافية من ذلك .
قال و كنت مع ابن المبارك يوما فأتينا على سقاية والناس يشربون منها فدنا منها ليشرب ولم يعرفه الناس فزحموه ودفعوه فلما خرج قال لي ما العيش إلا هكذا يعني حيث لم نعرف ولم نوقر .
قال و بينا هو بالكوفة يقرأ عليه كتاب المناسك انتهى إلى حديث و فيه قال عبد الله و به نأخذ فقال من كتب هذا من قولي قلت الكاتب الذي كتبه فلم يزل يحكه بيده حتى درس ثم قال و من أنا حتى يكتب قولي .
قال الحسن و كنا على باب سفيان بن عيينة يوما و أصحاب الحديث و هم يرون أن عنده بعض هؤلاء الكبار يحدثه فقال رجل أعياني أن أرى رجلا يسوي بين الناس في علمه فقال له آخر هذا عبد الله ابن المبارك قال نعم هات غيره أتعرف غيره