فكان يحيي الليل كله صلاة ذهب من الليل ثلثه أو نصفه نادانا و هو في فسطاطه يسمعنا يا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر يا يزيد بن يزيد يا هشام بن الغاز يا فلان بن فلان قوموا فتوضؤا و صلوا فإن قيام هذا الليل و صيام هذا النهار أيسر من شرب الصديد و مقطعات الحديد الوحي الوحي النجاء النجاء ثم يقبل على صلاته .
عبد الله بن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر قالحدثني عمي يزيد بن يزيد بن جابر عن عطاء الخراساني أنه كان يقول إني لا أوصيكم بدنياكم وأنتم بها مستوصون عليها حراص و إنما أوصيكم بآخرتكم فخذوا من دار الفناء لدار البقاء واجعلوا الدنيا كشيء فارقتموه فوالله لتفارقنها و اجعلوا الموت كشيء ذقتموه فوالله لتذوقنه و اجعلوا الآخرة كشيء ونزلتموه فوالله لتنزلنها و هي دار الناس كلهم ليس من الناس أحد يخرج لسفر إلا أخذ له أهبته فمن أخذ لسفره الذي يصلحه اغتبط ومن خرج إلى سفر لم يأخذ له أهبته ندم فإذا ضحى لم يجد ظلا وإذا ظمئ لم يجد ماء يتروى به وإنما سفر الدنيا منقطع وأكيس الناس من قام يتجهز لسفر لا ينقطع .
يزيد بن سمرة أنه سمع عطاء الخراساني يقول مجالس الذكر هي مجالس الحلال و الحرام