أنا عطشان فقال فضرب برجله فإذا عين من ماء زلال فقال الفتى أحب أن أشربه في قدح فضرب بيده الأرض فناوله قدحا من زجاج أبيض كأحسن ما رأيت فشرب و سقانا و ما زال القدح معنا إلى مكة .
قال فقال لي يوما ما يقول أصحابك في هذه الأمور التي يكرم الله عزوجل بها عباده فقلت ما رأيت أحدا إلا و هو يعطى الإيمان بها فقال إنما سألتك من طريق الأحوال قلت ما أعرف لهم قولا فيه فقال بلى قد زعم أصحابك إنها خدع من الحق وليس الأمر كذلك إنما الخدع في حال السكون إليها فأما من لم يعرج على الملك في اعتناق الحقائق فتلك مرتبة الربانيين .
أسند أبو تراب عن محمد بن نمير و يعمر بن حماد و غيرهما و توفي بالبادية نهشته السباع في سنة خمس و أربعين و مائتين ومن المصطفين من أهل منجوران وهي قرية ببلخ .
716 علي بن محمد المنجوراي .
أحمد بن سهل قال مات أبو علي المنجوراني فخرجنا نعزي ابنه علي بن محمد فلما رجعنا من دفن أبيه نزع ثيابه و دخل الماء في نهر و قال اشهدوا أني لا أملك اليوم شيئا مما ورثت عن أبي لأنه يتخالج في صدري فإن واسيتموني بقميص حتى أخرج من الماء فعلتم قال و كان لنا صديقا مؤانسا فألقوا إليه قميصا فخرج من الماء و كان أبوه ترك مالا لا يحصى