فبكى ثم قال أخبرك عنهكان و الله كهيئة الروحانيين معلق القلب بما هناك ليست له في الدنيا راحة قلتعلى ذاك قال شهدت العيد ذات يوم بالموصل و رجع بعد ما تفرق الناس و رجعت معه فنظر إلى الدخان يغور من نواحي المدينة فبكى ثم قال قد قرب الناس قربانهم فليت شعري ما فعلت في قرباني عندك أيها المحبوب ثم سقط مغشيا عليه .
فجئت بماء فمسحت به وجهه فأفاق ثم مضى حتى دخل بعض أزقة المدينة فرفع رأسه إلى السماء ثم قال قد علمت طول غمي و حزني و تردادي في أزقة الدنيا فحتى متى تحبس أيها المحبوب ثم سقط مغشيا عليه فجئت بماء فمسحت على وجهه فأفاق فما عاش بعد ذلك إلا أياما حتى مات رحمه الله .
إبراهيم بن موسى قال رأيت فتحا الموصلي في يوم عيد أضحى و قد شم ريح القتار فدخل إلى زقاق فسمعته يقول تقرب المتقربون بقربانهم و أنا أتقرب إليك بطول حزني يا محبوب كم تتركني في أزقة الدنيا محبوسا ثم غشي عليه و حمل فدفناه بعد ثلاث .
إسماعيل بن هشام عن بعض أصحاب فتح الموصلي قال دخلت عليه يوما و قد مد كفيه يبكي حتى رأيت الدموع من بين أصابعه تنحدر فدنوت منه لأنظر إليه فإذا دموعه قد خالطتها صفرة فقلت بالله يا فتح بكيت الدم فقاللولا أنك حلفتني بالله عزوجل