و رغبتهم في الثواب و ذكرت فضل الشهادة و مالأهلها ثم تفرق الناس و ركبت فرسي و سرت إلى منزلي فإذا أنا بامرأة من أحسن الناس تنادي يا أبا قدامة فقلت هذه مكيدة من الشيطان فمضيت و لم أجب فقالت ما هكذا كان الصالحون فوقفت فجاءت و دفعت إلي رقعة وخرقة مشدودة وانصرفت باكية .
فنظرت إلى الرقعة فإذا فيها مكتوب إنك دعوتنا إلى الجهاد و رغبتنا في الثواب و لا قدرة لي على ذلك فقطعت أحسن ما في وهما ضفيرتاي وانفذتهما إليك لتجعلهما قيد فرسك لعل الله يرى شعري قيد فرسك في سبيله فيغفر لي .
فلما كانت صبيحة القتال فإذا بغلام بين يدي الصفوف يقاتل فتقدمت إليه و قلت يا فتى أنت غلام غر راجل ولا آمن أن تجول الخيل فتطأك بأرجلها فارجع عن موضعك هذا فقال أتأمرني بالرجوع و قد قال الله تعالى يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم الذين كفروا زحفا فلا تولوهم الأدبار ومن يولهم يومئذ دبره إلا متحرفا لقتال أو متحيزا إلى فئة فقد باء بغضب من الله و مأواه جهنم و بئس المصير .
فحملته على هجين كان معي فقال يا أبا قدامة أقرضني ثلاثة أسهم فقلت أهذا وقت قرض فما زال يلح علي حتى قلت بشرط إن من الله بالشهادة أكون في شفاعتك قال نعم فأعطيته ثلاثة أسهم فوضع سهما في قوسه و قال السلام عليك يا أبا قدامة ورمى به فقتل روميا ثم رمى بالآخر و قال السلام عليك يا أبا قدامة فقتل روميا ثم رمى بالآخر وقال السلام عليك سلام مودع