فقال لنا من صاحبكم فقلنا الليث بن سعد فقال تشبهوني برجل كتبنا إليه في قليل عصفر نصبغ به ثياب صبياننا و ثياب جيراننا فأنفذ إلينا ما صبغنا به ثيابنا و ثياب صبياننا وثياب جيراننا و بعنا الفضلة بألف دينار .
محمد بن موسى الصائغ قال سمعت منصور بن عمار يقول تكلمت في جامع مصر يوما فإذا رجلان قد وقفا على الحلقة فقالا أجب الليث فدخلت عليه فقال أنت المتكلم في المسجد قلت نعم قال رد علي الكلام الذي تكلمت به فأخذت في ذلك المجلس بعينه فرق و بكى حتى رحمته ثم قال ما اسمك قلت منصور قال ابن من قلت ابن عمار قال أنت أبو السري قلت نعم قال الحمد لله الذي لم يمتني حتى رأيتك ثم قال يا جارية فجاءت فوقفت بين يديه فقال لها جيئني بكيس كذا و كذا فجاءت بكيس فيه ألف دينار فقال يا أبا السري خذ هذا إليك وصن هذا الكلام أن تقف به على أبواب السلاطين و لا تمدحن أحدا من المخلوقين بعد مدحتك لرب العالمين ولك علي في كل سنة مثلها فقلت رحمك الله إن الله قد أحسن إلي و أنعم قال لا ترد علي شيئا أصلك به فقبضتها و خرجت قال لا تبطئ علي فلما كان في الجمعة الثانية أتيته فقال لي اذكر شيئا فتكلمت فبكا وكثر بكاؤه فلما أردت أن أقوم قال انظر ما في ثني هذه الوسادة و إذا خمسمائة دينار فقلت عهدي بصلتك بالأمس قال لا تردن علي شيئا أصلك به متى رأيتك قلت الجمعة الداخلة