واقفا على سريره وبيده كتاب فناوله ففتحه فإذا فيه كتاب بالذهب مكتوب لا تؤثرن فانيا على باق ولا تغترن بملكك وقدرتك وسلطانك و خدمك و عبيدك و لذاتك و شهواتك فإن الذي أنت فيه جسيم فيه جسم لولا أنه عديم وهو ملك لولا أن بعده هلك وهو فرح و سرور لولا أنه لهو وغرور وهو يوم لو كان يوثق له بغد فسارع إلى أمر الله عزوجل فإن الله قال وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين قال فانتبه فزعا و قال هذا تنبيه من الله عزوجل وموعظة فخرج من ملكه لا يعلم به وقصد هذا الجبل فتعبد فيه فلما بلغتني قصته و حدثت بأمره قصدته فسألته فحدثني ببدو أمره وحدثته ببدو أمري فما زلت أقصده حتى مات و دفن ههنا فهذا قبره رحمه الله .
887 عابد آخر .
بشر بن الحارث قال استقبلني رجل في طريق الشام و عليه عباءة قد عقدها مستوفرا كأنه وحشي فقلت له رحمك الله من أين جئت قال لي جئت من عنده فقلت وإلى أين تذهب فقال إليه فقلت له ففيم النجاة رحمك الله قال في التقوى والمراقبة لمن أنت له مبتغ قلت فأوصني قال لا أراك تقبل قلت أرجو أن أقبل إن شاء الله قال فر منهم و لا تأنس بهم واستوحش من