فقال له أبو سعيد يا فتى على أى طريق تسير فقال ليس أعرف إلا طريقين طريق الخاصه وطريق العامه فأما طريق العامه الذى أنتم عليه وأما طريق الخاصه فباسم الله وتقدم إلى البحر ومشى حيالنا على الماء فلم نزل نراه حتى غاب عن أبصارنا .
903 عابد آخر .
عباد أبو عتبه الخواص قال حدثنى رجل من الزهاد ممن يسيح في الجبال قال لم تكن لى همه فى شىء من الدنيا ولا لذة إلا فى لقياهم يعنى الأبدال والزهاد قال فبينا أنا ذات يوم على ساحل من سواحل البحر ليس يسكنه الناس ولا ترقى إليه السفن إذا أنا برجل قد خرج من تلك الجبال فلما رآنى هرب وجعل يسعى واتبعته أسعى خلفه فسقط على وجهه وأدركته فقلت ممن تهرب رحمك الله فلم يكلمنى فقلت إنى أريد الخير فعلمنى فقال عليك بلزوم الحق حيث كنت فوالله ما أنا بحامد لنفسى فأدعوك إلى مثل عملها ثم صاح صيحة فسقط ميتا فمكثت لاإدرى كيف أصنع به قال وهجم الليل علينا فتنحيت فنمت ناحيه عنه فرأيت فى منامى أربعه نفر هبطوا عليه من السماء على خيل فحفرواله وكفنوه وصلوا عليه ثم دفنوه فاستيقظت فزعا للذى رأيت فذهبت عنى وسنه النوم بقيه الليل فلما أصبحت انطلقت إلى موضعه فلم