فانصرفت وقد تقاصرت إلى نفسي فذكر انه رجع من تجارته وتصدق بماله .
986 عابد اخر .
ذو النون قال رايت رجلا في البرية يمشى حافيا وهو يقول المحب مجروح الفؤاد ولا راحة له فسلمت عليه فقال وعليك السلام يا ذا النون فقلت عرفتني قبل هذا قال لا قلت فمن أين لك هذه الفراسة فقال ممن يمكلها ليست مني هو الذي نور قلبي بالفراسة حتى عرفني إياك من غير معرفة سبقت لي يا ذا النون قلبي عليل وجسمي مشغول وأنا سائح في البرية أسير فيها منذ عشرين سنة ما أعرف بيتا ولا يكنني سقف يسترني من الشمس إذا كظت ويحفظني من الرياح إذا هبت فصف لي بعض ما أنا فيه إن كنت وصافا فقلت القلب إذا كان عليلا جالت الأحزان والاسام فيه ليس للقلب مع ذلك دواء فصرخ صرخة ثم قال مالي وللشكوى ثم قال ما صحبت صاحبا منذ صحبته أصحبك اليوم فقلت قم بنا فقمنا جميعا نسير بلا زاد فلما أوغلنا في البرية وطوينا ثلاثا قال لي قد جعت قلت نعم قال فأقسم عليه حتى يطعمك قلت لا والذي فلق الحبة وبرأ النسمة لا سالته شيئا إن شاء اطعم وإن شاء ترك فتبسم وقال امض الآن فلقد أفيض علينا من أطايب الأطعمة ولذيذ الأشربة حتى دخلنا مكة سالمين ثم فارقني وفارقته فكان ذو النون كلما ذكره بكى وتأسف على صحبته