الله وأمة نبيه صلى الله عليه وسلم ورعيتك وبين الله خلق غيرك وإن الله سائلك عنهم فأعد للمسأله جوابا وقد قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه لو ضاعت سخلة على شاطىء الفرات لخاف عمر أن يسأله الله عنها فبكى هارون وقال يا أبا نصر إن رعيتي ودهري على غير رعية عمر ودهره فقال له هذا والله غير مغن عنك فانظر لنفسك فإنك وعمر تسألان عما خولكما الله .
فدعا هارون بصرة فيها ثلاث مائة دينار وقال ادفعوها إلى أبي نصر فقال أبو نصر ما أنا إلا رجل من أهل الصفة فادفعوها إلى فلان يفرقها عليهم ويجعلني رجلا منهم .
وكان أبو نصر يخرج في كل يوم جمعة صلاة الغداة فيدخل السوق مما يلي الثنية فلا يزال يقف على مربعة مربعة ويقول أيها الناس اتقوا يوما لا تجزى نفس عن نفس شيئا ولا يقبل منها عدل ولا تنفعها شفاعة إن العبد إذا مات صحبه أهله وماله وعمله فإذا أوضع في قبره رجع أهله وماله وبقي عمله فاختاروا لأنفسكم ما يؤنسكم في قبوركم رحمكم الله ثم لا يزال كذلك مربعة مربعة حتى يأتي مصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم يمضي إلى الجمعة فلا يخرج من المسجد حتى يصلي العشاء الأخيرة رحمه الله