@ 239 @ $ الباب التاسع في كتب الحديث $ .
وفيه فوائد .
1 - بيان طبقات كتب الحديث .
قال الإمام العارف الكبير الشيخ أحمد المعروف بشاه ولي الله الدهلوي قدس الله سره في كتابه ( ( حجة الله البالغة ) ) تحت الترجمة المذكورة ما نصه : ( ( أعلم أنه لا سبيل لنا إلى معرفة الشرائع والأحكام إلا خبر النبي ، بخلاف المصالح ، فإنها قد تدرك بالتجربة والنظر الصادق والحدس ونحو ذلك . ولا سبيل لنا إلى معرفة أخباره إلا تلقي الروايات المنتهية إلية بالاتصال والعنعنة ، سواء كانت من لفظه ، أو كانت أحاديث موقوفة قد صحت الرواية بها عن جماعة الصحابة والتابعين ، بحيث يبعد إقدامهم على الجزم بمثله ، لو النص ، أو الإشارة من الشارع فمثل ذلك رواية عنه دلالة ، وتلقي تلك الروايات لا سبيل إليه في يومنا هذا إلا تتبع الكتب المدونة في علم الحديث ، فإنه لا يوجد اليوم رواية يعتمد عليها غير مدونة . .
( ( وكتب الحديث على طبقات مختلفة ، ومنازل متباينة ، فوجب الاعتناء بمعرفة طبقات كتب الحديث فنقول : هي باعتبار الصحة والشهرة على أربع طبقات : وذلك لأن أعلى أقسام الحديث : ما ثبت بالتواتر ، وأجمعت الأمة على قبوله والعمل به ؛ ثم ما استفاض من طرق متعددة لا يبقي معها شبهة يعتد بها ، واتفق على العمل به جمهور فقهاء الأمصار ؛ أو لم يختلف فيه علماء الحرمين خاصة ، فإن الحرمين محل الخلفاء الراشدين