ـ(100)ـ
الشعوب الإسلاميّة كافة دون استثناء، لأن الوحدة تجسد كلّ ما هو خيّر ونبيل للامة الإسلاميّة، فالوحدة معيار حضاري لتقدم الأمم والشعوب، لأنها تعزز وتقوي الكرامة والعزة والسؤدد. زد على ذلك أن الوحدة الإسلاميّة باتت ضرورة اقتصادية وسياسية وثقافية في هذا العصر.
فالوحدات الكبرى أصبحت الكيانات المطلوبة لتطوير الاقتصاد والعلوم والذود عن الاستقلال والسيادة. إضافة إلى أن حركة التاريخ العالمي تدعم قيام كيانات كبرى مثل الوحدة الأوروبية، وتوسيع السوق الأميركي عن طريق ضم اقتصاد كندا والمكسيك من خلال اتفاقية (نافتا) بين تلك البلدان الثلاثة. إذا كان هذا هو حال تلك المجموعات المتطورة اقتصادياً وسياسياً، فكيف يكون الحال بالنسبة للعالم الإسلامي المتخلف؟ عندها تصبح الوحدة الإسلاميّة أكثر من ضرورة لما يمكن للوحدة أن توفره موارد طبيعية وثقافية تستخدم في عملية النمو والتطور.
والإسلام ذاته طالب المسلمين بالتكتل والتعاون، وقد أكد القرآن الكريم في أكثر من مناسبة: أن المسلمين أمة واحدة، وكذلك الحديث الشريف طالب المسلمين بالتمسك بوحدة الأمة لما للوحدة من مردود عظيم مستقبل الإسلام والمسلمين. زد على ذلك أننا لا نغالي إذا قلنا بأن وحدة المسلمين تتعدى مصلحة العالم الإسلامي لتصب في رافد المصلحة الإنسانية العليا.
لذا، فإن طرح موضوع الوحدة الإسلاميّة اليوم أمر منطقي وينسجم مع تعاليم الإسلام، وحركة التاريخ العالمي، والمصحلة الإسلاميّة والإنسانية العليا. أما الوحدة الإسلاميّة التي ننادي بضرورة قيامها فأنها توحد شعوب ودول العالم الإسلامي اقتصادياً وسياسياً وثقافياً في كيان واحد متخطية كلّ الفرو قات والنزاعات القومية والمذهبية والمصلحية الضيقة والكثيرة.