ـ(139)ـ
مقدمة فكرية
لحركة المشروطة
الدكتور علي اكبر ولايتي
تعريب: د. أذر شب

كان الغزو الصليبي على مر عصور التاريخ الإسلامي عاملا من عوامل تماسك المسلمين ووحدة صفهم واجتماع كلمتهم.. ولكن المرحلة الأخيرة من هذا الغزو استطاعت أن تمزق وتشتت.. لأنها كانت وفق خطة مرسومة دقيقة.
والخطة تقضي تجنيد أفراد من داخل العالم الإسلامي ينفذون خطة المستعمرين عن قناعة أو عن تطميع. ولذلك ظهر منذ بداية الغارة الأخيرة في جميع أرجاء العالم الإسلامي فئة أطلقت على نفسها أسماء مختلفة: منوري الفكر .. المثقفين.. التقدميين و .. ويجمعها التنكر لجذور الأمة الفكرية والعقائدية والروحية. والهزيمة النفسية أمام الغرب.
وهذه الفئة استطاعت أن نقدم للغزاة خدمة لم تقدمها لهم جيوشهم المجهزة ولا أسلحتهم الفتاكة المتطورة. لأنها توجّهت إلى إضعاف عامل بقاء الأمة وقوامها وتماسكها.
ولكل بلد في العالم الإسلامي تجربته المرة في هذا المجال. وهنا نحن نقدم تجربة إيران في دراسة فريدة من نوعها، عسى أن تكون عاملا على توعية الأمة على ما يحيط بها من محاولات التمزيق والسيطرة.