ـ(22)ـ
عليهم منازلهم ولا تستطيع أية واحدة من هذه الدول أن تقطع الطريق أمام هذا القصف الوحشي.
هذه الحقائق المرة لو أضفت إليها ما تمارسه القوى الاستكبارية من نفوذ سياسي ومن هجوم كاسح للسيطرة الثقافية التامة على كثير من هذه البلدان، وما تشهد الساحة من مصائب فادحة تنذر بالخطر، فإنها كافية لكل ضمير حي وعقل سليم أن يتوصل أن البلدان الإسلاميّة، والشعوب الإسلاميّة، والعينة الإنسانية المجتمعة حول الكعبة المشرفة والمواقف المباركة في أرض الوحي، بحاجة أكثر من أي وقت مضى إلى معنى الحج وروحه وقوته المودعة فيه، ولابد أن تستثمر عطاءه. هذا هو حديثنا عن الحج وهذا هدف دعوتنا إلى أحياء الحج وسائر شعائر الإسلام الحياتية.
نغتنم فرصة هذا العرض السريع لنشير إلى أن المسلمين على مر التاريخ ـ وخاصة في القرون الأخيرة ـ تركوا في مذكراتهم ورحلاتهم التي دوّنوها عن الحج ما يعبر عن عظمة هذه الفريضة وأهميتها وقدرتها على تقوية أواصر الأمة الواحدة، وعلى ترسيخ عزة المسلمين وكرامتهم، وعلى رفع المستوى الروحي والمعنوي والفكري لأبناء الأمة الإسلاميّة.. إنه ـ إذن ـ أمل الأجيال، والإمام الخامنئي يعبر عن هذا الأمل.. وعسى أن يتحقق ذلك قريباً بإذن الله تعالى.