ـ(197)ـ
أما موقفه من العباسيين فيستعرضه الكاتب من خلال مساندته لثورة محمد النفس الزكية ويقول:
(لقد ساهم أبو حنيفة في ثورة زيد بن علي بماله، وها هو يرى آل البيت يتعرضون للاضطهاد مرة ثانية على يد ثانية على يد بني العباس، فلا يجد بُدا من أن يعادي بني العباس وعلى رأسهم المنصور. واتخذ وسائل شتى لمساندة الثورة:
أولا ـ جاهر أبو حنيفة بوجوب نصرة إبراهيم أخي النفس الزكية.
وثانيا ـ اعتبر أبو حنيفة الجهاد مع إبراهيم عبادة...
وثالثا ـ بلغ الأمر بأبي حنيفة إلى اعتبار أن القتال إلى جانب النفس الزكية ضد المنصور خير من قتال الكفرة، بدليل أنه فضل القتال ضد الخليفة العباسي على القتال ضد البيزنطيين والمرابطة على الثغور...
ورابعا ـ لم يكتف أبو حنيفة بالتحريض على الثورة بالكوفة، بل كتب إلى إبراهيم يشير عليه بالقدوم إلى الكوفة، فالزيدية سوف ينضمون إليه...)(1).
ويلخص الباحث القطري موقف أبي حنيفة من هدايا العباسيين وعطاياهم وصلاتهم بما روي أن المنصور قال له: لم لاتقبل صلتي؟ فقال: ما وصلني أمير المؤمنين من ماله بشيء فرددته، ولو وصلني بذلك لقبلته، وإنما وصلني أمير المؤمنين من بيت مال المسلمين، ولا حق لي في بيت مالهم، وإني لست ممن يقاتل من ورائهم فآخذ ما يأخذ المقاتل، ولست من ولدانهم فآخذ ما يأخذ الولدان، ولست من فقرائهم فآخذ ما يأخذ الفقراء(2).
______________________
1 ـ ص 83 ـ 78.
2 ـ ص 89.