ـ(213)ـ
الحق تبارك وتعالى ملائكته: ما جزاء الأجير إذا عمل عمله، فيقولون: إلهنا وسيدنا جزاؤه أن يوفى أجره، فيقول سبحانه: أشهدكم أني جعلت ثوابهم لصيامهم وقيامهم رضائي ومغفرتي. ثم يقول سبحانه، وقد نظر إلى جميع المصلين للعيد نظرة رحمة وحنان: سلوني يا عبادي، فو عزتي لا تسألوني اليوم في جمعكم لأخرتكم إلاّ أعطيتكم، ولا لدنيا كم إلاّ نظرت لكم، قد أرضيتموني فرضيت عنكم، انصرفوا مغفورا لكم). رواه ابن حبان والبيهقي عن ابن عباس. والجدير بالذكر أن الله قد عقب بعد آية التكبير بقوله:(وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان...)(1).
أيها العلماء. هلا سعيتم إلى دعوة الناس للصلاة يوم العيد بالعراء، كما فعل سماحة المفتي الشهيد الشيخ حسن خالد ـ رحمه الله ـ حيث دعا للصلاة بالعراء في الملعب البلدي، وكم أضفت هذه الدعوة بظلالها الورافة على وحدة الصف الإسلامي.
أيها العلماء: لماذا نتوحد بمواقيت الصلاة المتعددة في اليوم الواحد خمس مرات، ولا نتفق على وحدة الهلال الذي يشغل المسلمين في الشهر مرتين، عند بداية الشهر وعند نهايته، فبالله عليكم أيهما يشكل عناء أكثر، ضبط حركة الشمس اليومية الآنية، أم ترقب حركة القمر الشهرية؟ ومرة أخرى: هل أوجدنا تقويماً للأهلة القمرية كتقويم الصلاة المبني على حركة الشمس، فإن القمر كوكب، والشمس كوكب، وهما من صنيع الله، ونحن مأمورون بالالتزام بقوانين الله الكونية، فكيف وقد يسر الله لنا معرفة هذه القوانين.. فلا عذر لكم بعد أن وضع لها أهل الاختصاص القواعد العلمية الثابتة.
أيها العلماء: العيد يعني وحدة المسلمين ووحدة المسلمين تعني العيد، وذلك في أية لحظة
______________________
1 ـ البقرة / 186