ـ(215)ـ
هي لا ما يريده أصحاب النفوذ الدولي. ولذلك نضيف إلى عوامل الضعف الداخلي، والأسباب الذاتية لحال الفرقة، التدخل الخارجي الساعي للحيلولة بكل ما يملك الآخرون بين أمتنا وتحقيق أمانيها في الوحدة وسواها. وتتمثل العقبات الداخلية في عدد من المعطيات والتحديات، على رأسها ضبابية مفهوم الوحدة، والإغراق في النظرة المثالية، نتيجة ردة الفعل على حالة التجزئة القائمة والمستمرة، والتسلط الفردي والظلم القومي المتمثل بطمس الهوية الشخصية، وفرض المسائل بالإكراه، وغياب الشورى، وهي كلها عوامل مساعدة وأساسية في تنفير الأمة عن القبول بـ(الدولة العثمانية)(الرجل المريض) على دول الحلفاء عقب الحرب العالمية الأولى، كما عملت على زرع دولة(إسرائيل) في قلب العالم العربي، واقتطاع أجزاء جغرافية من الدول المستحدثة تتداخل بينها لتشكل قنابل موقوتة تحول بين هذه الدول والتفاهم الاستراتيجي، ويتمثل التدخل الخارجي حاليا بالاستعمار غير المباشر، والذي أضحى أمام ظروف البعض مطلبا ملحا ومقبولا للتخلص من ظلم العربي للعربي وظلم المسلم للمسلم.
تأسيسا على ما مر، نؤكد أنه لا يصح انطلاق(الوحدة) المطلوبة الواجبة من فراغ ولا ضبابية، وهي تحتاج إلى برامج واضحة تراعي أسباب النجاح وتتجنب أسباب الفشل ولتحقيق ذلك لابد من سبيل واضح وهادف، قد يظهر بعض طويلا أنه أكثر ضمانة من المشاريع العاطفية غير المستوفية لشروط النجاح نحن بحاجة إلى تحقيق القناعة المشتركة والثقافة المشتركة والمصلحة المشتركة.
ولا يتم ذلك إلاّ بالممارسة القائمة على خطوات مدروسة تستمد من النص الشرعي، كما تراعي(الواقع) و(الضروري) ولا يكفي في القناعة المشتركة رفع(الشعار) فقط وإنما