/ صفحه 138 /
وكان من أثر ذلك ان رأينا المسلمين والمسيحيين يتكاتفون في الدفاع عن فلسطين والعمل على إنقاذها من أيدي الطغاة الصهيونيين المعتدين على قوم كانوا في ديارهم آمنين، وينضمون للمسلمين في حماية الأماكن المقدسة وفي بقائها تحت أيديهم لأن تاريخهم الطويل وواقع الحال دلهم على احترام المسلمين لتلك الأماكن وإطلاق الحرية لأصحابها في أداء شعائرهم كما توجبها مذاهبهم بلا عائق ولا مانع.
أباح للمسلم الزواج من كتابية، ولم يرغمها على اعتناق دين زوجها، بينما الاضطهاد قائم لحض الناس على ترك دياناتهم واعتناق المبادئ الشيوعية.
لم يعرف الإسلام نظام الاقطاعات، وجعل كل نفس بما كسبت رهينة، فالله يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر، وجعل نظام التوريث قائما على وضع عادل مانع لحصر الملك في يد فرد واحد كما لا يزال الأمر قائما في بعض البلاد التي تجعل الابن الأكبر يرث التركة جميعها من مال ولقب.
وجرى على اعتبار الفرد حرا من يوم ولادته. ومن الأقوال المأثورة بين المسلمين: فيم استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا، وهو الحق الذي رفض الاتحاد السوفيتي الاعتراف به.
لم يعرف تفريقا بين الناس بسبب أجناسهم وألوانهم، كما هي الحال للآن في أمريكا وجنوب أفريقيا كما شرحنا من قبل، بل الناس جميعا سواء في حركاتهم وسكناتهم وتنقلاتهم وتصرفاتهم.
قال عليه الصلاة والسلام: أيها الناس إن ربكم واحد وأباكم واحد، كلكم لآدم وآدم من تراب، لا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى، إلا هل بلغت، اللهم أشهد.
وإذا شاهد أجنبي مساجد المسلمين رأى المساواة التامة بين جميع من أموا بيت الله، فلا يتقدم متأخر على سابق بجاهه أو ماله ورأى الفقير من المصلين يجلس في صف واحد من مليك البلاد وعلمائها ووزرائها لا يستطيع أحد أن يصده عن مكانه، وهل بعد هذا من مساواة.