/ صفحه 224/
6 ـ ويغسل جميع الشيوخ في تلك المدينة القريبين من القتيل أيديهم على العجلة المكسورة العنق في الوادي.
7 ـ ويصرخون ويقولون: أيدينا لم تسفك هذا الدم وأعيننا لم تبصر.
8 ـ اغفر لشعبك اسرائيل الذي فديت يا رب، ولا تجعل دم برئ في وسط شعبك إسرائيل. فيغفر لهم الدم اهـ.
ثم قال الشيخ رشيد: والظاهر ما قدمنا أن ذلك العمل كان وسيلة عندهم للفصل في الدماء عند التنازع في القاتل إذا وجد القتيل قرب بلد، ولم يعرف قاتله ليعرف الجاني من غيره، فمن غسل يديه وفعل ما رسم لذلك في الشريعة برئ من الدم، ومن لم يفعل ثبتت عليه الجناية، ومعنى إحياء الموتى على هذا حفظ الدماء التي كانت عرضة لأن تسفك بسبب الخلاف في قتل تلك النفس، أي يحيها بمثل هذه الأحكام، وهذا الإحياء على حد قوله تعالى " ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا " وقوله: " ولكم في القصاص حياة " فالإحياء هنا معناه الاستبقاء كما هو المعنى في الايتين، ثم قال: " ويريكم آياته " بما يفصل بها في الخصومات، ويزيل من أسباب الفتن والعداوات، فهو كقوله تعالى: " إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله " وأكثر ما يستعمل مثل هذا التعبير في آيات الله في خلقه الدالة على صدق رسله وليس عندي شيء عن شيخنا في تفسير هذه الجملة، ولكنه قال في تعليلها ما يرجح القول الأول، وهو: " لعلكم تعقلون " أي تفقهون أسرار الأحكام وفائدة الخضوع للشريعة، فلا تتوهمون أن ما وقع مختص بهذه الواقعة في هذا الوقت، بل يجب أن تتلقوا أمر الله في كل وقت بالقبول من غير تعنت.
والذي حمل الأستاذ الإمام على هذا فيما نظن هو رغبته في التخلص من الاعتراض الذي ذكره بعض المستشرقين مع وجود النص التشريعي الذي أشار إليه الشيخ بمعناه ونقله الشيخ رشيد بنصه.