/ صفحه 258/
أمة واحدة وثقافة واحدة
لحضرة صاحب الفضيلة الأستاذ الكبير
الشيخ محمد تقي القمي
السكرتير العام لجماعة التقريب
جرى الحديث بيني وبين العلامة الشهير المغفور له الإمام الشيخ المراغي شيخ الجامع الازهر (1)، وكأني أرى هذا الحديث أمامي كما لو كان بالأمس القريب، والحال انه قد مر عليه زمان لا يقل عن عشرة أعوام.
كان موضوع الحديث هو المشكل الخطير الذي على المسلمين أن يعالجوه إذا أرادو نهضة موحدة تشمل جميع شعوبهم وبلادهم: وهو توحيد المسلمين ثقافياً.
كان الكلام بيننا في أن المسلمين لا يعرف بعضهم بعضاً، وأن الصلة منقطعة بينهم، ولابد من تقريبهم ثقافياً، ليعرف كل ما عند الاخر، وبذلك يحصل التوحيد المنشود، وترتفع المنازعات والخلافات في كل المسائل أو في أكثرها، أو تقف ـ على الأقل ـ عند حدودها الحقيقية.
*(هوامش)*
(1) وكان ثالثنا في هذه الجلسة هو حضرة صاحب السعادة محمد خالد حسنين بك (باشا) كبير مفتشي الازهر حينذاك.