/ صفحه 262/
به أكثر من ألفين من طلاب علوم الدين، وإن النظام الدراسي فيها لنظام حر، فهل عرفت الأغلبية من المسلمين عنهم شيئاً.
لو أن التعارف بين المسلمين تم على أساس توحيد الثقافة، بما في ذلك التبادل الثقافي، وتأليف كتب عن كل طائفة لإعطاء صورة صحيحة عنها، وتعليم اللغات الإسلامية في جامعاتهم وترجمة آثارهم ورجالهم، لعرف المسلمون أنفسهم، وعلموا قوتهم ومقدرتهم، وأنهم مسلمون قبل كل شئ، مسلمون في كتابتهم وتآليفهم، مسلمون في قصصهم وأشعارهم، وأنهم أمناء فيما يكتبون.
لابد أن يلتقي المسلمون بعضهم ببعض، وهل من منكر أن خير اللقاء هو اللقاء عند الثقافة ـ الثقافة الصالحة لان تكون ثقافة اسلامية بعيدة عن كل تعصب أعمى، ثقافة تحت ظل الدين. ثقافة يجتمع المسلمون في ظلها مثلا (بالحافظ الشيرازي) المتوفى في القرن الثامن و (حافظ ابراهيم) المصري، المتوفى في القرن الحاضر، ومحمد اقبال المسلم الهندي المتوفى أخيراً، مع اختلاف لغاتهم وتفاوت درجاتهم.
وإذا كان هذا شأن الاداب لدى المسلمين، فأسهل منه شأن الفقه وعلوم الدين، والعلماء كلهم من أي مذهب من المذاهب الإسلامية،قد استمدواعلومهم من الكتاب والسنة، واللغة العربية هي لغة الدين، وبما أن المصدر واحد واللغة واحدة، فان أقل تبادل ثقافي، يكفي لأن تحترم كل طائفة ما عند الاخرى ولأن يقمع كثير من الخلاف الذي نحن في غنى عنه.
هذا ما نبغيه، وهذا ما نسعى اليه، وان لنا في توحيد الثقافة الإسلامية، الذي يجعل كلا منا يعرف ما عند الاخرين لا ملا كبيراً في أن يرجع للمسلمين مجدهم، ويجعل الاجانب والمستعمرين، يحسبون لهم ألف حساب، وترجع للعلم الإسلامي قدرته على انتاج أطيب الثمار. وبالله التوفيق وهو ولينا ونعم النصير.