/ صفحه 275/
ومطيع بن إياس، ويحيى بن زياد، وحفص بن أبي ودة وقاسم بن زنقطة، وابن المقفع، ويونس بن أبي فروة، وحماد عجرد، وعلي بن الخليل، وحماد بن أبي ليلى الراوية وحماد بن الزبرقان، ووالبة بن الحباب، وعمارة بن حمزة بن ميمون، ويزيد بن الفيض وجميل بن محفوظ المهلبي، وبشار بن برد المرعّث، وأبان اللاحقي، يجتمعون على الشرب وقول الشعر ويهجو بعضهم بعضا وكل منهم متهم في دينه... وعمل يونس ابن أبي فروة كتابا في مثالب العرب وعيوب الإسلام بزعمه وصار به إلى ملك الروم فأخذ منه مالا. وقال أحمد بن يحيى النحوي قال رجل يهجو حمادا الراوية:
نعم الفتى لو كان يعرف ربه ******* ويقيم وقت صلاته حماد
بسطت مشافره الشمول فأنفه ******* مثل القدوم يسنها الحداد
وأبيض من شرب المدامة وجهه ******* فبياضه يوم الحساب سواد
لا يعجبنك بزه ولسانه ******* إن المجوس يرى لها أسباد
وكان حماد مشهوراً بالكذب في الرواية، وعمل الشعر، وإضافته إلى الشعراء المتقدمين، ودسه في أشعارهم، حتى إن كثيرا من الرواة قالوا قد أفسد الشعر لأنه كان رجلا يقدر على صنعته فيدس في شعر كل رجل ما يشاكل طريقته، فاختلط لذلك الصحيح بالسقيم، وهذا الفعل منه وإن لم يكن دالا على الالحاد، فهو فسق وتهاون بالكذب في الرواية ".
وهكذا مضى السيد المرتضى في طرائف تتلوها طرائف، مما لا يتسع المجال لبسطه، حتى ختم هذا المجلس بقوله عن بشار بن برد:
" وكان بشار مقدما في الشعر جدا حتى إن كثيرا من الرواة يلحقه بمن تقدم عصره عليه من المجودين... وأخبرنا المرزباني عن محمد بن يحيى الصولي قال حدثنا محمد بن الحسن اليشكري قال. قيل لأبي حاتم من أشعر الناس ؟ قال الذي يقول:
ولها مبسم كغر الأقاحي ******* وحديث كالوشي وشي البرود
نزلت في السواد من حبة القلب، ونالت زيادة المستزيد