/ صفحه 279/
لنفسه من صفات الكمال، وينفون عنه ما نفاه عن نفسه، من صفات النقص فإن منافسيهم يرمونهم بأنهم مجسمه وبأنهم مشبهة وبأنهم حشوية.
فإذا سمع أكثر الناس هذه الألقاب، نفر من رُمي بها ولو كان من أصلح الناس وأتقاهم، وقد قال أحد العلماء:
فإن كان تجسيماً ثبوت استوائه ****** على عرشه إني إذاً لمجسم
وإن كان تشبيها ثبوت صفاته ****** فمن ذلك التشبيه لا اتلعثم
ومما ينسب إلى الإمام الشافعي رحمه الله:
با راكبا قف بالمحصب من منى ****** واهتف بقاعد خيفها والناهض
إن كان رفضا حب آل محمد ****** فليشهد الثقلان أني رافضي
ومن هذا ما رمي به شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب، فإنه لم دعا الناس إلى الرجوع إلى الكتاب والسنة، وترك البدع والخرافات، تبعه كثير من الناس ولقيت دعوته قبولا حسناً، لم يرض منافسيه، فراحوا يرمونه بالألقاب الشنيعة وينسبون إليه كثيراً من الحوادث المشوهة، فيسمون مذهبه بالمذهب الوهابي، ويصفونه بأنه مذهب خامس، وينسبون إلى أتباعه كثيرا من الأمور التي هم منها برآء، مثل عدم محبة الاولياء، أو أنهم لا يصلون على النبي (صلى الله عليه وسلم)، أو أنهم يلزمون من يدخل في الدين أن يكّفر آباءه وأجداده، وكثيراً من أمثال هذه الخزعبلات، التي لا نصيب لها من الصحة، وإنما حملهم عليها الحسد والخوف على مراكزهم، وإلا فإن الوهابية ليس لهم مذهب خاص، لا في الأصول ولا في الفروع، فهم في المعتقدات يرجعون إلى مذهب السلف الصالح المستند على جاء ما في القرآن الكريم، وعلى ما ثبت من سنة سيد المرسلين نبينا محمد (صلى الله عليه وسلم).
وأما في الفروع، فهم يرجعون إلى مذهب الإمام أحمد بن حنبل، وهم لا يتعصبون لهذا المذهب ذلك التعصب المذموم، بل من طريقتهم، إذا رأوا في