/ صفحه 299/
ذاتها في كلية العلوم، وألقيتها عن: " دنيا النواة " في 2 مايو سنة 1949، وأخيرا ألقيت في الاسكندرية وفي جماعة الصداقة الفرنسية في 31 مايو الماضي، بدعوة من رئيسها الدكتور حسين فوزي بك، محاضرة باللغة الفرنسية عنوانها: " الطاقة الذرية ومستقبل المدنية " تحدثت فيها عن هذا الموضوع، وخصصت بالذكر: الدور العظيم الذي لعبه العالم الفرنسي " جوليو كوري " وقرينته " أيرين كوري " كريمة مدام كوري المعروفة.
ولقد نشرت في مجلة الكاتب المصري عدة مقالات عن الذرة، كذلك خصصت مجلة رسالة الإسلام في عدديها السابقين مكاناً فسيحاً لبحث هذا الموضوع، واليوم اكتب في هذه المجلة مقالي الثالث عن نواة الذرة، وماذا تخبئه للإنسان، وبهذا العرض لا تنتهي بحوثي عن الذرة ونواتها، فقد أصبح موضوع النواة من الموضوعات الهامة لمستقبل البشر، ويرتبط بسلم العالم ورفاهيته، لذلك سأتابع بحثه واستعراضه أمام أكبر عدد من مواطني الأعزاء، ومن قراء العربية لارتباطه بسلامتنا وسلامة البشر.
ولقد وصفت الذرة بأنها عالم شمسي صغير يتكون من شمس وسطى يدور حولها جسيمات صغيرة يسمونها الكترونات، وقلت ان هذا العالم الشمسي من الصغر بحيث أن المليمتر الطولي يتسع لحوالي عشرة مليون من هذه العوالم، ولما يقرب من مليون المليون من هذه الشموس، ولعل وصفنا للذرة بأنها عالم شمسي يتكون من شمس وسطى هي النواة يدور حولها جسيمات كالكواكب، تدور هذه حول نفسها وتدور حول النواة هو أول وسائل التبسيط في هذا العرض، فهذه الجسيمات سواء الموجود منها داخل النواة أو الدائر منها في أفلاكها ليست جسيمات فحسب، وإنما هي جسيمات وموجات في الوقت ذاته، فهي على حد تعبير " دي بروي " صاحب الميكانيكا الموجية وأستاذ الفيزياء النظرية في السوربون، جسيمات تستصحب أمواجاً، وإني لا أشرح في هذا المقال الفكرة عند دي بروي، كما لا أشرح هنا مبدأ " بولي " الذي يقرر ان الألكترون الدائر الحائر لا يمكن