/ صفحه 359/
و (رسالة الإسلام) مجلتكم الراقية، أرجو أن تكون مناراً يهتدي بها الضالون إلى دينهم القويم، وتعاليم الإسلام الرفعية التي تكفل لهم السعادة والخير ترجع بهؤلاء إلى حضيرة الاسلام وترشد أولئك الجاهلين الذين قد خفي عليهم كثير من أحكام الدين.
كما اني آمل أن تكون همزة وصل بين المذاهب الإسلامية تؤلف بين قلوبهم وتجمع شتاتهم، وتوحد صفوفهم، وتجعلهم جميعاً يدا واحدة على من سواهم.
فقد آن للأمة الإسلامية ان تتكاتف وتتعاون، وتكون كالبنيان المرصوص في ظرف عالمي دقيق لا تنهض فيه أمة الا إذا كانت متكاتفة يقظة.
لقد آن للشيعة والسنة التين فرقتهما السياسة أن تجمعهما السياسة (1)، فإن ا لسياسة التي فرقت صفوفهما بالأمس قادرة على أن تؤلف بين قلوبهما اليوم، وليس بينا لطائفتين اختلاف جوهري في الدين يوجب اتساع الشقة وبقاء الخلاف طوال السنين، فالله واحد، والقرآن واحد، والنبي واحد، وليست الاختلافات في الفقه إلا اختلافات اجتهادية، وهي موجودة في كل مذهب من المذاهب الاربعة كما يعرفها المتتبعون الواقفون على فقه هؤلاء جميعاً.
واختلاف الرأي لا ***** يفسد للود قضية
نعم هناك موضوع واحد مهم جداً كان ـ ولا يزال ـ مثارا للخلاف والشقاق هو موضوع " الخلافة " ولكن الذي يهون الخطب أن أمس قد ذهب بكل ما فيه فلسنا نستطيع تغيير شئ مما وقع من حوادثه ولكن الذي نستطيعه الان هو أن نتناسي الماضي وان نضرب صفحا عن المنازعات الطائفية التي أدت إلى هذا الانحطاط والتأخر في المسلمين، والتي لا نجني اليوم فائدة من ترديدها.
*(هوامش)*
(1) إشارة إلى الكلمة القيمة: (فرقتنا السياسة وستجمعنا السياسة) التي نشرتها مجلة المنار المصرية في حينها، وهي من كلمات علامة جبل عامل الأكبر سماحة الحجة السيد عبد الحسين شرف الدين، وهو من أعلام الأمة الذين خدموا الإسلام خدمات خالدة بالقلم واللسان والتأليف، وكتابه الجليل (الفصول المهمة في، تاليف الأمة) يعبر خير تعبير عن آرائه الاصلاحية في الاتفاق وجمع الكلمة، بارك الله في حياته ووفقه للخير والنفع العام.