/ صفحه 364/
تلك الأقوال يومئذ تبعث إخواننا الأعزاء رعاهم الله على البحث الصحيح في كتب الشيعة للأطلاع على آرائها في العلم والاعتقاد.
إن الشيعة اليوم ـ الامامية الاثني عشرية ـ وهم المنبثون في ايران والعراق ولبنان وسائر البلاد الإسلامية ـ والزيدية ـ وهم في اليمن، هؤلاء جميعا قد عرفت مبادئهم وآراؤهم في كتبهم الفقهية والكلامية والتاريخية، فليس من الانصاف في شئ أن نصور الشيعة كما يريد خصومها، وكما تشاء الأهواء السياسية في ذلك العصر الغابر يوم كانت الحقائق مكتومة قد أسدل عليها ستار كثيف من التعصب للرأي والمذهب.
أما وقد شاعت الحرية اليوم وأسفرت الحقائق في كثير مما يكتب من المباحث العلمية بفضل المطابع وانتشار الكتب والمؤلفات القديمة والحديثة فلنكتب بتجرد وأمانة معتمدين على كتب كل طائفة نريد معرفتها، وتحليل مبادئها ضاربين صفحا عن كل بحث يضر بالمصلحة، أو لا يحقق المودة والألفة وفق الله الجميع للخير والعمل النافع.
" رسالة الإسلام " نؤيد الكاتب فيما توجه به إلى الأستاذ الكبير " ابي زهرة " فما كان له وهو العالم البحاثة ان يعير التفاتا لما يشاع عن بعض من يحسبون على الشيعة او من انقرضوا فلم يعد لهم وجود بينهم، فان في كل طائفة سنة كانوا أم شيعة خواص علمائها الذين لا يعول الا على آرائهم، وفيها شذاذ لا يؤبه لهم، فاذا جرى العلماء منا على تصيد الهنات دوق تحقق ولا تثبت كان مثلهم كمثل بعض المستشرقين الذي يحملون المسلمين عامة تبعات ما يقوله ضعفتهم ومنكروهم، وتلك خطة يأباها الحق والانصاف.
أما ما ذكره الكاتب موجها إلى الأستاذ الكبير الشيخ خلاف، ففي راينا أن الأستاذ " خلاف " لم يقصد بذكر الاربعة الائمة ان يجحد غيرهم، وأن حديثه عن سد باب الاجتهاد كان في سياق يشعر بأنه غير راض عنه، وإذن فلا بأس عليه، على أن هذا التعتب في الجانبين محمود عواقبه ان شاء الله.