/ صفحه 379 /
فريضة الحج
لحضرة صاحب الفضيلة الأستاذ الشيخ محمد محمد المدني
المفتش بالازهر
قبل أن أدخل في موضوع هذا المقال، أرجو أن يسمح لي القراء بكلمة يسيرة … فأقول:
لما ظهر العدد الأول من مجلتنا هذه في ربيع الأول تفاءلنا خيراً، وقلنا: توفيق من الله وبشرى وطالع حسن، فقد أشرقت (رسالة الإسلام) في شهر (رسول الإسلام).
واليوم نقدم إلى قرائنا الكرام هذا العدد الرابع الذي نتم به سنتنا الاولى، ومن حقنا ان نتفاءل أيضا بهاذ الختام الذي صادف موسم الحج الاكبر، وصادف منه على الأخص عشر ذي الحجة التي يقول فيها رسول الله (صلى الله عليه وسلم): " ما من أيام أحب إلى الله فيها العمل من عشر ذي الحجة "، فالحمد لله الذي جعل ختام عامنا الأول سعيداً، كما جعل بدأه سعيداً، ونساله جل شأنه ان يهب لنا من لدنه في سائر أحوالنا رحمة تضئ لنا الظلمات، وتعصمنا من الشبهات والنزعات وتهدينا إلى صراطه المستقيم، كما نسأله جلت قدرته أن ينشر رحمته، ويتم نعمته، على وفده الابرار الذين تجردوا من كل شئ في هذه الدنيا ليفدوا إليه في بيته، يدفعهم الايمان، ويحدوهم الشوق، ويملأهم اليقين، وترتفع اصواتهم عند كل