/ صفحه 398/
هل من جامعة إسلامية ؟
لحضرة صاحب السعادة القاضي محمد بن عبد الله العمري
وكيل وزارة خارجية المملكة المتوكلية اليمنية (1)
تحقق، والحمد لله، ذلك الحلم الجميل الذي كان يداعب افكار العرب منذ زمن بعيد، وأنشئت " الجامعة العربية " التي كان لها الفضل الأكبر في تنبيه الشعوب العربية إلى ضرورة التآلف والتآزر في هذا العصر، حتى أصبح العرب بنعمة الله إخواناً متحابين متعاونين، شعورهم واحد، وأهدافهم واحدة، وأصبحت قضايا أي قطر من الأقطار قضايا للجميع، يشتغلون بها، ويفكرون فيها، ويتعاونون على حلها، ويشعر أقصاهم وأدناهم في شأنها بشعور واحد.
وإذا كانت " الجامعة العربية " حتى الآن لم تنجح النجاح الذي كان متوقعاً لها، والذي كان يرجوه كل عربي مخلص لعروبته، وإذا كان قد ران على صفحتها الناصعة شئ من غبش الحوادث الاخيرة، فإنما مرد ذلك إلى ما يحاك لها من الدسائس، وما يبث في طريقها من العقبات.
إن خصوم العرب يقلقهم دائماً، ويقض مضاجعهم أن يروا جميع شعوبهم متماسكة متآزرة، تصدر عن رأي واحد، وترمي إلى هدف واحد، ولذلك نراهم يتخذون كل الوسائل الظاهرة والخفية، ليفرقوا بين صفوفهم، ويخيلوا إليهم أن مصالحهم متعارضة، وأن لبعضهم مطامع وأغراضاً لا يرضى عنها الآخرون،
*(هوامش)*
(1) سعادة القاضي محمد بن عبد الله العمري أحد الأعضاء المؤسسين لجماعة التقريب