/ صفحه 4 /
أرادت أن توقظ في نقوس المسلمين الشعور بأنهم أمة واحدة، وأن بينهم على اختلاف ديارهم وشعوبهم وطوائفهم عروة لا تنفصم، وصلة لا تنقطع، هي: (الأخوة الإسلامية).
أرادت أن تربط بين ماضيهم وحاضرهم، وأن تحيي أمجادهم، وتنفض الغبار عن مفاخرهم، وتعلّم شبابهم الناشئ أن الخير كل الخير في ثقافتهم، وأن النجاح كل النجاح في مثلهم وأخلاقهم.
أرادت أن تذكرهم بأنهم ورّاث دعوة عالمية خالدة لخير الناس أجمعين، عليهم أن يحملوا لواءها، وأن يخوضوا بها في هذا العالم السهلَ والوعرَ متكاتفين متعاونين كأنهم بينان مرصوص، حتى يدركها الناس على حقيقتها، وينفوا عنها زيفها، وما ران عليها، فتكون للقلوب شفاء، وللأرواح جلاء، وللحق والعدل والمساواة أساساً ثابتاً وعماداً.
فإن تكن مجلةٌ ما بحاجة إلى تقديم عهدها ومنهاجها وأهدافها بين يديها، فإن عهد هذه المجلة ومنهاجها وأهدافها هي اسمها !
وقد راينا ـ مجاراة لسنة التدرج، ورغبة في التريث، وإيثاراً للإتقان والإحسان ـ أن ندمج أعداد السنة الأولى في مجلدات أربعة، يصدر كل واحد منها على رأس ثلاثة أشهر، ونرجو أن نتمكن منذ العام القادم إن شاء الله تعالى، من زيادة عدد المجلدات حتى نصل بها إلى عشرة في العام.
وقد رغب إلينا كثير من أهل الرأى والعلم في مختلف الطوائف الإسلامية، أن نجعل للتقريب في هذا العدد الأول نصيباً أوفى من العناية، بيانا لفكرته وأهدافه، وتسجيلا لخطواته، وتعريفاً بمدى نشاط العاملين له، والساعين فيه، فلعل شيئاً من ذلك يبدو في هذا العدد.
ومنه تعالى نستمد العون والتوفيق: (ربَّنا عليك وتوكلنا واليك أنبنا واليك المصير).
رئيس التحرير محمد محمد المدني.