/ صفحه 430/
1 ـ " والفرقة الامامية الاثنا عشرية قائلون بأن صفاته الكمالية عين ذاته وجوداً، وغير ذاته مفهوماً ونسمع أن طائفة أخرى قائلون بتعدد القدماء التسعة: الذات وصفاته الكمالية الثمانية، وثامنها صفة البقاء".
2 ـ " والفرقة الامامية الاثنا عشرية قائلون بعدالة الوجب تعالى، ويبلغنا أن طائفة أخرى من المسلمين قائلون بصدور الظلم منه تعالى شأنه ".
وعجيب جداً أن يتهم الأستاذ الجليل بهذه المباحث الكلامية، ويوليها هذا الشأن من العناية، وينظر إليها على أنها عقبة كؤود في سبيل اجتماع المسلمين وائتلاف قلوبهم، وهو يعلم كما يعلم الناس جميعاً، أن أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كانوا عنها معرضين، وبغيرها من العلم والعمل مشغولين، ولم يطعن أحد في كمال إيمانهم، ولا زعم زاعم بأنهم لقوا ربهم، وقد فرطوا فيما أمرهم أن يعتقدوه ويدينوا به، وأعجب من ذلك أنه يصف هذه المسائل بأنها " من الأصول لا من الفروع ".
إن الأصل القاطع في مسألة الصفات، الذي يتحقق به الإيمان، ولا يكلف الله أحداً من عباده بما وراءه، هو أن يوصف الله تعالى بما وصف به نفسه وبما وصفه به نبيه (صلى الله عليه وسلم) نفيا وإثباتا، فنثبت له ما أثبته لنفسه، وننفي عنه ما نفاه عن نفسه، من غير تكييف ولا تمثيل، ومن غير تحريف ولا تعطيل، وقد جاء بذلك كتاب الله جل شأنه واضحا غير معقد: " الله لا إله إلا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم له ما في السموات وما في الأرض من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه، يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم، ولا يحيطون بشئ من علمه إلا بما شاء وسع كرسيه السموات والأرض ولا يؤوده حفظهما وهو العلي العظيم" " قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد " " وهو العليم الحكيم " " وهو العزيز الحكيم " " وهو على كل شئ قدير " " يعلم ما في السموات والأرض ويعلم ما تسرون وما تعلنون والله عليم بذات الصدور " " هو الأول