/ صفحه 51/
وجودها قوية متشددة، ولكن لا يغيبن عنك أنها في الإسلام لم تستطع أن تتغلب على الحقائق الرئيسية، وهي ميزة لهذا الدين صان الله بها كيانه سليماً من آثار التقلبات إلى اليوم.
ومن ناحية أخرى نرى أن جذوة الحماسة الدينية التي كانت تحفز هذه الفرق للتنابز، وتربص الدوائر بعضها ببعض، قد خفت اليوم وطأتها إلى درجة تكاد لا تحرك فيها ساكناً، وهذه البقية المتخلفة تكفل إزالتها الثقافة العصرية التي عمت الخافقين، وقربت العقول والقلوب بعضها لبعض، وقد لا ينقضي جيلان أو ثلاثة حتى تزول الحدود الفاصلة بين هذه الفرق، لاشتغال العقول بما هو أبعد منها أثراً في تكييف الشخصية، وهو العلم، العلم الذي يجب أن تتألب جميع العقول البشرية لدفع خطره عن العقول الشرقية. ولست في حاجة لأن أبين أن للعلم خطراً، وهذا الخطر ماثل أمام أعيننا في جميع البلاد على السواء، فلو وفقنا الله لصيانة الإسلام منه نكون قد أدينا للأخلاف خدمة سوف يذكرونها مقرونة بالثناء والدعاء.
من حكم بُزُرْ جَمِهْر الفارسي:
* نصحُنى النصحاء، ووعظني الوعاظ شفقة ونصيحة وتأديباً، فلم يعظني أحد مثل شيبي، ولا نصحني مثل فكري. وملكت الأحرار والعبيد، فلم يملكني أحد ولا قهرني غير هواي.
* إن كان شئ فوق الحياة فالصحة، وإن كان شئ فوق الموت فالمرض!
* وسئل: ما المروءة ؟ فقال: ترك ما يعني. قيل: فما الحزم ؟ قال: انتهاز الفرصة. قيل: فما الحلم ؟ قال: العفو عند المقدرة. قيل: فما الشدة ؟ قال: ملك الغضب. قيل: فما الحرق ؟ قال حبٌّ مُفرِط، وبغض مفرط.