/ صفحه 76 /
المؤتمر، واتفقت أغراض الحزبين على السعي للمطالبة باستقلال الهند الذاتي، على أساس حق المسلمين في تمثيل أنفسهم على حدة. وبدا الحزبان منذ تلك اللحظة كفاحا مشتركاً ضد بريطانيا للحصول على استقلال الهند الذاتي.
ولكن بريطانيا لم تسعف الهنود بالأمل المنشود، فقام غاندي بحركات العصيان المدني، ورضى عن تلك الحركات رجال حزب المؤتمر غير أنها لم تقنع الكثير من المسلمين، فحدث الخلاف بين الهندوكيين والمسلمين من جديد، أما بريطانيا فقد اضطرت إلى محاولة إيجاد حل للمشكلة الدستورية في الهند، فدعت لعقد مؤتمر المائدة المستديرة في لندن سنة 1930، ولكنه فشل، حيث لم يمثل الهندَ فيه غير المسلمين، وفي العام التالي دعت انجلترا لمؤتمر آخر في لندن بعد أن مهدت له بتقريب وجهات النظر بين حزبي الهند الكبيرين. وقد عقد هذا المؤتمر فعلا، ومثل المسلمين محمد علي جناح، ومثل الهندوكيين المهاتما غاندي، وأصر المسلمون على التمسك بمطالبهم وحقوقهم التي سبق أن أعنلوا عنها، وأصر الهندوكيون على رفضها وعدم الاعتراف بها، ففضل هذا المؤتمر كما فشل سابقة، وإن كانت بريطانيا قد اقتنعت بوجاهة مطالب المسلمين وعدالتها.
ولا يهمنا هنا أن نبحث في مدى صدق اقتناع انجلترا بعدالة مطالب المسلمين بقدر ما تهمنا الاشارة إلى انزعاجها من مظاهر الخلاف بين حزب المؤتمر والرابطة الإسلامية، وأحست في مرارة أن تلك الخلافات لن تصرف أي الحزبين عن مواصلة جهوده من أجل استقلال الهند، وتحت هذا الضغط أصدرت انجلترا قانوني سنة 1935، 1937، وبمقتضاهما أعطيت الاقاليم الهندية نوعاً من الاستقلال في إدارة شئونها الداخلية، وإن كان هذا نفسه قد زاد اسباب الخلاف بين المسلمين والهندوكيين، لأنه أعطى الهندوكيين فرصة للتحكم في إخوانهم المسلمين لأنهم على رغم قوتهم لا يمثلون ربع عدد السكان.
وكانت الانتخابات العامة بحكم تلك النسبة تأتي في صالح حزب المؤتمر، وعن هذه الطريق سيطر الهندوكيون على كافة شئون البلاد، وجعلوا لأنفسهم الأولوية