/ صفحه 341/
بلاده، ويعتبر مصالحها مصالحه، وآمالها أماله، وآلامها آلامه، يستوى في ذلك المصرى والفارسى والعراقى واليمنى والباكستانى والتركى والشامى وسائر من يقول " لا إله إلا الله محمد رسول الله " حيث طلعت الشمس أو غربت. ولا تجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخر يقولون غير ذلك، ماداموا لأمرهم مالكين، وفى حكمهم راشدين!
فإذا كان هذا حقَّ المسلمين على المسلمين أّياكنات لادهم ومواطن شعوبهم؛ فإن هذا الحق أثبت وأوضح لكل مسلم في بلاد الحرمين، عاصمة الإسلام الروحية، ومهبط رسالته الإلهية، وموطن البيت الحرام الذي جعله الله للناس سواءً العاكف فيه والباد، ومثوى الجدث الظاهر الذي لم تعرف الأرض أزكى منه.
لهذا كله يهتم المسلمون برحلة الحج، ويهتمون؟ بوطن هذه الرحلة، وبكل ما يسود هذا الموطن الكريم من نظام وسياسة وإدارة، وبكل ما يتعرض له سكانه وجيران الله فيه من سعادة أو شقاء، يرون ذلك حقا لهم، بل حقا عليهم، فهم به في شغل دائم، يشتد إذا أقبل الموسم، ولا يفتر إذا انصرفوا منه إلى أهليهم وأموالهم وشئونهم، وآية ذلك ـ دن كان الأمر في حاجة إلى آية ـ ما تقيض به أنهار الصحف، وأوراق المجلات والكتب، من حديث عنه طول العام، وفى كل بلد من بلاد الإسلام، وإن لدينا في "دار التقريب" وإدارة مجلة "رسالة الإسلام" لأضابير تحمل من ذلك ألوانا وأصنافا، منها المطّول، ومنها المختصر، ومنها الثائر، ومنها الهاديء، ما بين وصف ونقد وتحليل وتقرير واقتراح، وكل ذلك جدير بالبحث والنظر، وأن يتلقاه المسلمون بالعناية والتمحيص، ونحسب أن "جماعة التقريب" وهى المؤسسة الإسلامية التي تضم جميع المذاهب والطوائف من مختلف الشعوب التي تولى وجهها أينما كانت شطر المسجد الحرام ـ نحسب أنها في سبيلها إلى دراسة ذلك كله وتحقيقه وتكوين الرأى فيه، لتقول للمسلمين كلمتها، وتوجهم لما يحقق الصالح الدينى العام في هذا الأمر الخطير.
ولذلك نرى لزاما علينا أن نستأنى فلا ننشر على صفحات "رسالة الإسلام" ما يريدنا قراؤنا و