/ صفحه 42/
وأخرج البيهقي عن عمر أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) طاف يوم الفتح على راحلته يشم الأركان؟ حجنه فلما خرج لم يجد مناخا فنزل على أيدي الرجال فخطبهم فحمد الله تعالى وأثني عليه وقال: الحمدالله الذي أذهب عنكم عيبة الجاهلية وتكبرها يأيها الناس: رجلا بر تقي كريم على الله وفاجر شقي هين على الله - الناس كلهم بنو آدم، وخلق الله آدم من تراب، قال الله تعالى "يأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأثني وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير". ثم قال: أقوى قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم، وأخرج البيهقي عن جابر بن عبدالله قال: خطبنا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في واسط أيالم التشريق خطبة الوداع فقال: يأيها الناس، ألا إنم ربكم واحد. لا فضل لعربي على عجمي ولا لعجمي على عربي، ولا لأسود على أحمر، ولا لأحمر، على أسود إلا بالتقوي أن أكرمكم عند الله أتقاكم، ألا هل بلغت. قالوا: بلي يا رسول الله. قال: فليبلغ الشاهد الغائب" إلى غير ذلك من أحاديث لا نريد الإطالة بذكرها. وقد نهي الله عز وجل العصبية وحذر منها إذ يقول في حق فرعون "إن فرعون علا في الأرض وجعل أهلها شيعا يستضعف طائفة منهم يذبح أبناءهم ويستحيي نساءهم " فالإسلام قد جاء منذ أربعة عشر قرنا ليقرر للعالم حقوق الإنسان، وقد كان البشر أجناسا متفرقين يتعادون في الأنساب والألوان واللغات والأوطان والأديان والمذاهب والمشارب والشعوب والقبائل والحكومات والسياسات، ينازع كل فريق منهم مخالفه في شيء من هذه نالروابط البشرية وإن وافقه في البعض الآخر، فصاح الإسلام بهم صيحة واحدة دعاهم بها إلى الوحدة الإنسانية الجامعة وفرضها عليهم "يأيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا إني بما تعملون عليم وأن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاتقون" في معني قررتة الآيات والأحاديث، وقرره الرسول(عليه السلام) فيمؤتمر عام في حجة الوداع كما رواه الطبراني في المعجم الكبير، وسوي بين الناس جميا لا فرق بين إنسان وإنسان بشيء لا قبل له بدفعه ولا شأن له في تحصيله كلون جلده، أو جنسه، أو لغته، وما فرق بينهم إلا بعوامل هم