/ صفحه 49/
محل رابطة الجنس، وأصبحت رابطة الجنس وليس لها كبير غناء على الرغم من بقائها والاعتداد بها في العرب والعادة باعتبارها أثرا تقليديا موروثا. والنتيجة أنك لا تكاد ترى آلان على وجهخ الأرض إلا أمما هم مزيج من أجناس شتي ولست ترى جنسا قد أفلح في ضم جميع أفراده إلى وحدة قومية واحدة، وكل الذي تراه آن هناك أجناسا لا تتميز بغير الموطن،ؤ فالتركي من كان يستوطن بلاد الترك وإن كانأصل يوناني، والعربي من كنان يستون بلاد لاعرب وإن كان من أصل تركي، هكذا، على ذلك أصبحت رابطة الجنس غير صالحة لأن تكون أمة متماسكة متحدة إلا باعتبار موطنها، وقد ظهر آنليس للموطن الآن كبير غناء أو أثر في ذلك. أما رابطة الحكومة والسلطان، فليس لها في الواقع من أساس، إذا كان قيامها على الغلبة والقهر وهيعند ذلك رابطة بغيضة لا تفيد قوة ولا تنتج اتحادا ولا تلد أمة. أما إذا كان أساسها الارتباط بالدين أو بالجنس أو بالوطن فليست عندئذ برابطة وإنما الرابطة‌ ما تقوم عليه، إننا لا ننكر أنه قد ينجم عن الخضوع لحكومة ثابتة النظام موطدة الأركان مدة طويلة من الزمان مهما كان نوع حكمها دستوريا أو استبداديا أن تتولد في رعاياها حاسة قومية ظاهرة، وأن يؤلف بينهم شعور عام بوحدة مصالحهم وبحاجتهم إلى تآلفهم، ولكن ذلك لن يقضي على ما يكون بينهم من اسباب التفرق والاختلاف مما يجعلهم شيعا واحزابا وذلك كاختلافهم في الدين واللغة، ودليلا على ذلك حال الهند وما انتهي إليه أمرها من التفرق الانقسام، وحال الصين وما انتابها من الحروب والثوارت.
لهذا كان الإسلام لا يعرف للمسلمين إلا حكومة واحدة تقيم فيهم حدود الله وأحكامه حتى يبتعد بذلك عن منافسات الملوك ومنازعاتهم وما تنهي إليه غالبا من قيام الحروب بينهم، وحتي يكون ذلك وسيلة تتوحد بها مشاعرهم وأفكارهم وأغراضهم وتربيتهم، فيكونون جسدا واحدا إذا اشتكي عضو منه تداعت له سائر الأعضاء بالحمي والسهر. وتلك هي الوحدة الإسلامية التي يدعو إليها الإسلام ويجعلها فوق كل رابطة، ومرد كل صلة إذ يقول الله تعالى في سورة براءة "يأيها