/ صفحة 187 /
ناسُ السُودان
للدكتور محمد محمود الصياد
أستاذ الجغرافيا المساعد بكلية الآداب بجامعة فؤاد الأول
في النصف الجنوبي من حوض النيل، وفي أرض تبلغ مساحتها نحو مليون ميل مربع يعيش الشعب السوداني الذي يبلغ سبعة الملايين عداً أو يزيد. وهو تقدير ليس لدينا ما يدفع على الجزم به، فلم يشهد السودان حتى الآن تعداداً دقيقا كاملا كتلك التعدادات التي ألفناها في مصر والتي تجرى كل عشر سنوات.
ولعل أول تعداد يمكن الاعتماد على نتائجه إلى حد ما هو ذلك الذي أجرى في سنة 1944 ولكنه لم يكن تعداداً شاملا، بل اقتصر على المدن الكبرى، والمراكز الحضرية كالخرطوم وأم درمان والعطبرة. ويقوم مفتشو المراكز ومدير والمديرات بإعطاء تقديرات سنوية للسكان في مناطقهم، ويتبعون في ذلك طرقا تختلف من إقليم إلى إقليم ومن عام إلى عام مما يقلل من قيمة هذه التقديرات في إصدار أحكام عامة عن البلاد، ولذلك ليس غريباً أن يصل عدد السكان في سنة 1948 إلى أكثر من سبعة ملايين ونصف مليون من الأنفس، على حين أنه لم يزد قليلا على ستة ملايين في سنة 1942، وليس مرجع هذه الزيادة بطبيعة الحال إلى نمو عدد السكان، وإنما مردها إلى الاختلافات في التقديرات لعدم وجود أساس ثابت تبني عليه.