/ صفحة 372/
لأنفسهم، وما ذلك الا لأنهم خدعونا عن عقولنا فأفهمونا أن سبب عزهم وغلبتهم وفوقهم إنّما هو تحررهم من الدين، وسبب فقرنا وضعفنا هو صلتنا بديننا، وقد كذبوا وافتروا فليس ديننا كذلك، وليست تعاليمنا القوية الملائمة لكل زمان ومكان كالتعاليم التي وقفت في وجوه مصلحيهم، فإذا كان تركهم لهذه التعاليم واعراضهم عنها سببا في صلاحهم، فان تركنا لتعاليم ديننا قد كان سببا في فساد أمورنا، ولذلك نراهم حريصين على أن يشوهوا لنا كل ما يتصل بهذا الدين لنهجره وننفر منه فيخلصوا لنا ونحن عزل من سلاحه سلاح الايمان والقوة العاملة الناصبة فيغلبونا أبد الدهر ويحولوا بيننا وبين استرداد مجدنا.
وآخر ما كان من الغربيين في لك أنهم لم يقبلوا تركيا عضواً في هيئة ((حلف الاطلطني)) بحجة أنها تؤمن بأفكار وتدين بمثل غير أفكار الغرب ومثله ـ يريدون الإسلام ـ مع أن أهم ما نورد في ميثاق الأمم المتحدة هو الحرية المطلقة في الاعتقاد، والمساواة العامة بين الشعوب، فهل بعد هذا دليل؟
* * *
هذه بعض أساليب الحروب الصيلبية في شكلها الجديد، بعد أن فشلت حروب النار والحديد، فعلى المسلمين أن يستيقظوا من سباتهم، وأن يتنبهوا إلى ما يراد بهم، وأن يجمعوا كلمتهم على الخلاص من هذه الشباك التي تحاك لهم، وأن يلتفتوا التفاتاً قوياً إلى ما لفتهم إليه كتاب الله العزيز:
((يا أيها الذين آمنوا ان تطيعوا فريقاً من الذين أوتوا الكتاب يردوكم بعد ايمانكم كافرين، وكيف تكفرون وأنتم تتلى عليكم آيات الله وفيكم رسوله؟ ومن يعتصم بالله فقد هدى إلى صراط مستقيم)).