/ صفحة 405/
أصول الإسلام وبيان قيم من النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم):
أما سواء الكلمة الأولى، فهي الايمان بالله وملائكته وكتبه ورسله المختومين بسيدهم وأفضلهم محمد صلى الله عليه وآله وسلم وباليوم الآخر، ومن أطيب ما يؤثر عن نبينا صلوات الله عليه فيها: ما جرى بينه وبين شيخ بني عامر من الحديث الطويل المعدود في أفراد محمد بن يعلى، قال الشيخ العامري بعد ما بين له الرسول ما سأله عنه من حقيقة أمره وبدو نشأته أشهد بالله الذي لا اله غيره، أن أمرك حق، فأنبثني عن أشياء أسألك عنها، كلمه بلغة عامر، قال: يابن عبد المطلب، فما يزيد في العلم؟ قال التعلم، قال: فما الذي يزيد في الشر؟ قال التمادى، قال: هل ينفع البر بعد الفجور؟ قال نعم: التوبة تغسل الحوبة، والحسنات يذهبن السيئات، وإذا ذكر العبد ربه في الرخاء، أجابه عند البلاء، قال: يابن عبد المطلب وكيف ذاك، قال: لأن الله عزوجل يقول: ((و عزتي وجلالي لا أجمع أبداً لعبدي أمنين ولا اجمع عليه أبداً خوفين: ان هو أمنني في الدنيا خافني يوم أجمع عبادي لميقات يوم معلوم فيدوم له خوفه، وان هو خافني في الدنيا أمنني يوم أجمع عبادي في حظيرة القدس فيدوم له أمنه ولا أمحقه فيمن أمحق)) قال: يابن عبد المطلب، فالى ما تدعو؟ قال: أدعو إلى عبادة الله عزوجل وحده لا شريك له، وأن تخلع الأنداد، وتكفر باللات والعزى، وتقر بما جاء به الله عزوجل من كتاب أو رسول وتصلى الصلوات الخمس بحقائقهن، وتؤدى زكاة مالك يطهرك الله عزوجل ويطهر لك مالك، وتصوم شهراً من السنة وتحج للبيت إذا وجدت إليه سبيلا وتغتسل من الجنابة، وتؤمن بالموت وبالبعث وبالجنة والنار، قال: يابن عبد المطلب فإذا فعلت ذلك فما لي؟ قال: جنات عدن تجري من تحتها الانهار خالدين فيها، وذلك جزاء من تزكى، قال: يابن عبد المطلب، فهل مع هذا شيء في الدنيا؟ فانه يعجبني الوطأة في العيش، قال: نعم، النصر والتمكين في البلاد، فأجاب وأناب. انتهى.