/ صفحة 177 /
في الآلهيات
بين ابن سينا وابن رشد
لحضرة صاحب الفضيلة الدكتور محمد يوسف موسى
من علماء الأزهر وأستاذ بجامعة فؤاد الأول
نكتب هذه الكلمة والعالم العربي والإسلامي يتأهب للاحتفال بالعيد الألفى لفيلسوف الإسلام الأكبر (ابن سينا) ويشاركنا في هذا الإحتفال صفوة من كبار المستشرقين الذين لكل منهم قدم راسخة في الدراسات الإسلامية بعامة، والفلسفية بخاصة. لذلك، نرى أن من حق (رسالة الإسلام) أو من واجبها بعبارة أصح، وهي زعيمة المجلات العربية الإسلامية، أن تحتفل بهذه المناسبة الكبيرة المجيدة، ولهذا، نكتب هذه الكلمة لها، وفاء بحق الشيخ الرئيس، راجين أن يكون الإحتفال على هذه الصور العالمية مقدمة لاحتفالات أُخرى بكبار رجال الإسلام في التشريع والتفسير واللغة والفلسفة، إلى غير هذا كله من شتى وجوه نشاط العقل الإنساني.
ابن سينا وابن رشد، كلاهما فيلسوف خالد في تاريخ الفكر الإسلامي، ولكل منهما مكانه الملحوظ في تاريخ الفكر العالمي، فقد كان أولها فيلسوف الإسلام في المشرق، كما كان الثاني فيلسوف الإسلام في المغرب، وقد شغلت فلسفة كل منهما أوربا فترة طويلة من الزمن، حتى كان لكليهما تلاميذ وشيعة يتعصبون له، وينصرون مذهبه.