/ صفحة 202 /
اليوم في بلد من بلاد المغرب، ففي مراكش لا يزال لآل البيت (الأشراف) عند السكان تقديسهم واحترامهم إلى أبعد حد، يزورونهم أفراداً وجماعات في مواسم مختلفة، يلمسون رضاهم وصالح دعواتهم، وحسن توجيهاتهم، يقبلون أيديهم تبركا، ويقدمون لهم الهدايا القيمة والأموال الوفيرة، ويبذل رجال القبائل وعلى الأخص البربرية منها كالنوارق وتوات لتزويج بناتهم من أبناء الأشراف كي يحصل لهم الإرتباط بالنسب الشريف، وفي قبائل النوارق (الملثمين) إلى الآن تشاهد الأشراف منهم يضعون النقاب الأسود على وجوههم، أما غيرهم فالنقاب الأزرق وللعبيد النقاب الأبيض.
أما في تونس فإن شهر المحرم شهر حزن لا تقام فيه الأفراح، ولا يأخذ النساء زينتهن، ويوم عاشوراء عندهم يوم حزن شديد، ولآل البيت في تونس مكانتهم كذلك، وإمامة الجامع الأعظم تكاد تنحصر فيهم رغم وجود من هو أعظم منهم، ولعل من بقية عهد الفاطميين الطرق الصوفية التي نشاهد في أسانديها كلها على اختلاف شيوخها المنسوبة إليهم، أنها تجمع كلها في الإمام جعفر الصادق والإمام محمد الباقر، وترتفع إلى الإمام علي كرم الله وجهه، ثم إلى مقام التصلية والتسليم، كما تجتمع شجرات الشرف في إدريس الأكبر ابن عبد الله الكامل ـ السبط ـ.
المذهب الحنفي:
أما مذهب أبي حنيفة النعمان فقد دخل إلى تونس وطرابلس والجزار عند دخول الأتراك إليها في أواخر القرن العاشر، ولا يزال مذهب من تناسل منهم إلى الآن، وهو مذهب العائلة المالكة في تونس.
أما في مراكش فلا يكاد يوجد أتباع لهذه المذهب، وتوجد في الجزائر وفي تونس محاكم شرعية لكل من المذهبين: المالكي والحنفي، وقد نبغ بين أتباع هذا المذهب علماء أعلام، ألفوا فيه مؤلفات قيمة، ويدرس هذا المذهب في تونس في جامع الزيتونة إلى الآن. أما بقية الفرق والمذاهب الإسلامية الأُخرى، فإن تونس وشمال إفريقيا لا تعرفها إلا من المؤلفات.