/ صفحة 38/
اثر المادية والروحية في التوجيه
لحضرة الدكتور محمد البهى
أستاذ الفلسفة بكلية اللغة العربية
(1) المذهب المادي الأخلاقى أو العملى يجعل هذف الحياة ومغزاها في مالمتعة الحسية للوجود الحاضر، ولا يعتبر السعى في الحياة ذا قيمة إلا إذا كان متجها إلى المتع الحسية أو المادية، وفي الوقت نفسه يستخف بالقيم المعنوية والمتع المادية في تقديره هي أساس الحياة والمدنية، ومن افتقدها ليس له إلا أن يشغل نفسه ب" وساوس" القيم المعنوية!!
والمذهب المادي التاريخي يعتبر"الاقتصاد" الأساس المحدَّد لكل شيء في الوجود، حتى الثقافة العقلية. أما المذهب المادي "النظري" فيقهم مرة على أنه يدعو في بحث الأشياء إلى اعتبار الجانب المادي كأنه الخاصة الوحيدة للوجود، واعتبار كفايته في شرح كل ما يقع من الأحداث في هذا الكون. وقد يفهم مرة أُخرى على أنه اتجاه ميتافيزيقى، تجعل الأمور العقلية - بناء على الأخذ به - أما صفة للمادة، أو آثاراً لها، أو هي نفسها أحداث مادية. والمادية في التوجيه الإنساني يقصد بها على العموم إلى تقويم الوجود المشاهد ومظاهره المادية في حياة الإنسان وسعيه أكثر من تقويم أي أمر آخر وراء ذلك، حتى ما جاءت بتفضيله الأديان على غيره في الوجود، أو تكون قد زادت في تفضيله إلى درجة أن ألغت ما عداه في الاعتبار والتقدير.