/ صفحة 434/
والمؤلف بقلم العلامة الأجل الشيخ فضل الله الزنجاني المقيم ببلدة زنجان، ونحن نقتبس منه الكلمات الآتية: ـ
(... هذا الكتاب من أقدم ما وصلنا خبره من المصنَّف في هذا الفن، ثم تتابعت التآليف فيه مع التفاوت في أساليب البحث بحسب تنوع المقاصد والأغراض من بين مؤلف في الآراء والديانات عامة، ومقتصر لآراء الإسلاميين أو لفرق مخصوصة منهم خاصة، ومن مكتف بالنقل المجرد للآراء أو منتصر مع ذلك لبعض الأقاويل أو رادّ على مخالفيه، ومن مرتب للبحث عنها على المواضيع الخلافية أو على خصوص الفرق والمذاهب وأصحابها إلى غير ذلك من مختلف الاساليب التي اتخذوها والطرق التي سلكوها في كتبهم ومؤلفاتهم.
ولأهمية الموضوع تناول البحثَ فيه كبار من رجال الفريقين وعلماء الإسلام،... وقد كانت الأمصار الإسلامية وحواضرها الكبرى ميداناً لمخصاصمات الفرق المختلفة ومجادلاتهم، وكان عصر المصنف من العصور التي كانت المناظرات المذهبية فيها بين الشيعة ومخالفيها على شدتها، وكان غالب مخالفي الامامية يرمونهم بأقاويل فاسدة وينسبون إليهم آراء زائغة ليست في مذهب الامامية قصداً للتشنيع والتعيير عليهم من القول بالجبر والتشبيه والتجسيم وغير ذلك مما يجده المراجع لمواضيعه.
فكانت هذه الأسباب ونظائرها علة لتصدي المصنف لتأليف هذا الكتاب ولغيره من مؤلفاته وإظهار الواقع، والصحيح من مذهب الشيعة الامامية وخلاصة آرائا ومعتقداتها في الأصول الإسلامية ومختلف المسائل الكلامية الدائرة بين النظار والمتكلمين، فبيّن فيه آراءهم الدينية ومعتقداتهم المذهبية الموافقة لأصول الكتاب والسنة والآثار المروية عن أئمتهم الطاهرين، سلام الله عليهم أجمعين، وبيّن من يوافقهم فيها من سائر الفرق الإسلامية من معتزلة وغير معتزلة، ثم ما يخالف فيه الامامية سائر الفرق في بعض الآراء والأقوال، مبيناً ذلك بأوضح بيان).
هذا وقد قام بنشر هذا الكتاب فضيلة الأستاذ الشيخ عباسقلي واعظ جراندابي وبذل فيه من الجهد ما يستحق الشكر والثناء.