/ صفحة 148/
الا لأن الخلاف إنّما وقع في غير الاصول، فليس صحيحاً أنه خلاف في مسائل جوهرية.
ولعل قائلا يقول: ما هذه الاصول التي تجعلونها الحد الفاصل بين المسلمين وغيرهم؟ فاذكر له بعضها على سبيل التمثيل، لا على سبيل الحصر: فنحن جميعاً نؤمن بالله ربا، وبمحمد (صلّى الله عليه وآله وسلّم)نبياً ورسولا، وبالقرآن كتاباً، وبالكعبة قبلة وبيتاً محجوجاً، وبزن الإسلام مبنى على الخمس المعروفة، وبأنه ليس بعده دين، ولا بعد رسوله نبى ولا رسول، وبأن كل ما جاء به محمد (صلّى الله عليه وآله وسلّم) حق، فالساعة حق، والبعث حق، والجزاء في الدار الآخرة حق، والجنة حق، والنار حق،... الخ، وما اختلفنا فيه من شيء فحكمه إلى الله ورسوله، اي أننا متفقون على اسلوب الخلاف، فليس منا من يقول: هذا امرأ أمر به الله أو رسوله، ومع ذلك لا نلتزمه ولا نقول به، وليس منا من يقول: كلفنا الله ورسوله ان نؤمن بكذا ومع هذا لا نؤمن به، وليس من ينكر معلوماً من الدين بالضرورة، وإنّما يقول المختلفون، هذا أمر به الله أو هذا لم يأمر به الله ولا رسوله، أو هذا من المواضع التي يسوغ فيها الاجتهاد، فالخلاف إنّما هو في اثبات أن الله أو رسوله أمراً بهذا الشيء أو لم يأمراً به، مع الاتفاق على أن أمرهما واجب الطاعة على المسلم، وأن شريعة الله إنّما ترجع إلى كتاب الله وسنة رسول الله
وقد قلت اننى لست الآن بصدد استقصاء أصول الإسلام، فإن كان أحد يعرف شيئا من أصول الإسلام أنكرته احدى هذه الطوائف فليدلنا عليه، وان كان أحد يعرف أن احدى هذه الطوائف زادت في أصول الإسلام، ما ليس منها على سبيل اليقين، مما تعد زيادته كفرا وخروجا على الملة، فليأت ببرهانه على ذلك ان كان من الصادقين.
بهذا يتبين أنه ليس من أغراضنا أن يتشيع سنى، أو يتسنن شيعى، بل لو نظرنا إلى أصل التسمية في هذين الاسمين لوجدنا المسلمين كلهم شيعة لانهم جميعا يحبون