/ صفحة 194/
مصلاه مقصورة من لبن وفيها كوة ينظر الناس فيها إلى الامام، اتخذها لما طعن عمر، وذلك ليتقى بها الاشرار.
ثم ظهرت المآذن أو المنارات في أواخر القرن الأول.
ولعل أول اشارة نعرفها إلى المآذن ما ذكره المقريزى في خططه عند الكلام على زيادة مسلمة بن مخلد الانصارى في الجامع العتيق: (جامع عمرو) فقد ذكر أن هذا الوالى أمر بابتناء منار المسجد الذي في الفسطاط، وأمر ان يؤذنوا في وقت واحد، وأمر مؤذنى الجامع ان يؤذنوا للفجر إذا مضى نصف الليل فإذا فرغوا من أذانهم، أذن كل موذن بالفسطاط في وقت واحد.
وجعل مسلمة للمسجد الجامع أربع صوامع في اركانه الاربعة، وهو أول من جعلها فيه.
وقد كان لهذه المآذن، ولا سيما مآذن المساجد في القاهرة ابان القرن الرابع عشر والخامس عشر، أثر في تصميم ابراج النواقيس في ايطاليا في آخر عصر النهضة، وهي التي نقل عنها المهندس الكبير السير (كريستوفر رن) ما صممه من الابراج.
ومن المنارات التي تسترعى الانتباه، وتجذب إليها الانظار منارة الجامع الطولونى، فانه لا نظير لها في الاقطار الإسلامية، اللهم الا بالمسجد الجامع، وبمسجد أبي دلف بسامراً ووجه الغرابة فيها أنها تتكون من قاعدة مربعة تقوم عليها طبقة اسطوانية عليها أخرى مثمنة، وأن مراقيها من الخارج على شكل مدرج حلزونى.
ولبعض المساجد الكبيرة منارتان، مثل مسجد الحاكم، والسلطان حسن، وبرقوق بالصحراء، وجامع المؤيد.
وفي سنة (915 هـ) أمر السلطان قانصوه الغورى ببناء منارة للجامع الازهر تلك المنارة الضخمة ذات الرأس المزدوجة، وهي منارة عالية امتازت بتلبيس